جراحة الغدة النخامية بالمنظار: ثورة في علاج أورام قاعدة الجمجمة

 جراحة الغدة النخامية بالمنظار    (Endoscopic Endonasal Transsphenoidal Surgery) تقنية جراحية متقدمة وطفيفة التوغل، أحدثت نقلة نوعية في استئصال أورام الغدة النخامية وغيرها من الأورام الموجودة في قاعدة الجمجمة.   تتميز هذه العملية بالوصول إلى الغدة النخامية، التي تقع في قاعدة الدماغ خلف الأنف مباشرة، من خلال الممرات الأنفية الطبيعية دون الحاجة إلى إجراء شق في الجمجمة، مما يقلل من المخاطر ويسرّع من وتيرة الشفاء. 

لماذا يتم اللجوء إلى هذه الجراحة؟

الغدة النخامية، بحجم حبة البازلاء، هي "الغدة الرئيسية" في الجسم، حيث تنظم معظم الهرمونات.   الأورام التي تنشأ فيها، ومعظمها حميدة، يمكن أن تسبب مشاكل خطيرة  :

نوع الورمالتأثيرالأعراض الناتجة
الأورام المفرزة للهرموناتتسبب خللاً هرمونيًا كبيرًا في الجسم. متلازمة كوشينغ (زيادة الكورتيزول)، ضخامة الأطراف (زيادة هرمون النمو)، اضطرابات الدورة الشهرية، العقم، وضعف الانتصاب.   
الأورام غير المفرزة للهرموناتتضغط على الهياكل المجاورة مع نموها. صداع مزمن، مشاكل وفقدان في الرؤية (مثل الرؤية النفقية) نتيجة الضغط على العصب البصري.   
السكتة النخاميةحدوث نزيف مفاجئ داخل الورم، وهي حالة طارئة. صداع شديد ومفاجئ، فقدان سريع للبصر.

خطوات إجراء جراحة الغدة النخامية بالمنظار

تتطلب هذه العملية الدقيقة فريقًا متكاملًا يضم جراح مخ وأعصاب وجراح أنف وأذن وحنجرة، وتستغرق عادةً من ساعة إلى ثلاث ساعات. 

  1. التخدير والتجهيز: يخضع المريض للتخدير العام.   قد يتم استخدام نظام الملاحة الجراحي، الذي يعمل كـ "GPS" للدماغ باستخدام صور الرنين المغناطيسي، لتوجيه الجراح بدقة. 

  2. الوصول عبر الأنف: يقوم جراح الأنف والأذن بإدخال المنظار (أنبوب رفيع مزود بكاميرا عالية الدقة وإضاءة) عبر إحدى فتحتي الأنف. 

  3. فتح ممر إلى الغدة: يتم إحداث فتحة صغيرة في الجدار الخلفي للجيب الوتدي، وهو تجويف هوائي يقع خلف الأنف مباشرةً، للوصول إلى العظم الذي يغطي الغدة النخامية (السرج التركي). 

  4. استئصال الورم: يقوم جراح المخ والأعصاب، من خلال رؤية مكبرة وواضحة على الشاشة، باستئصال الورم على شكل قطع صغيرة باستخدام أدوات جراحية دقيقة وطويلة. 

  5. الإغلاق والترميم: بعد التأكد من إزالة الورم، يتم إغلاق الفتحة. أحيانًا، قد تؤخذ قطعة صغيرة من دهون البطن للمساعدة في إغلاق المنطقة ومنع تسرب السائل الدماغي الشوكي. 

مميزات تتفوق بها على الجراحة التقليدية

تعتبر هذه التقنية الخيار المفضل في معظم الحالات نظرًا لمزاياها العديدة مقارنة بالجراحة التقليدية (حج القحف) التي تتطلب فتح الجمجمة.

  • أقل توغلًا: لا يوجد شق خارجي في الوجه أو الرأس، مما يعني عدم وجود ندوب مرئية. 

  • رؤية أفضل للجراح: يوفر المنظار رؤية بانورامية ومكبرة، مما يسمح بإزالة الورم بدقة أكبر مع الحفاظ على الأنسجة السليمة. 

  • تعافٍ أسرع: فترة الإقامة في المستشفى أقصر (يوم إلى يومين عادةً)، والعودة إلى الحياة الطبيعية تكون أسرع. 

  • مضاعفات أقل: انخفاض خطر العدوى والنزيف مقارنة بالجراحة المفتوحة. 

  • الحفاظ على حاسة الشم: لا تتأثر حاسة الشم غالبًا، ويعود التنفس الطبيعي عبر الأنف بسرعة. 

المخاطر المحتملة وفترة التعافي

على الرغم من أن هذه الجراحة آمنة بشكل عام، إلا أنها لا تخلو من بعض المخاطر المحتملة.

المخاطر:

  • تسرب السائل الدماغي الشوكي: هو أكثر المضاعفات شيوعًا، وقد يتطلب أحيانًا جراحة أخرى لإصلاحه.

  • تلف الغدة النخامية: قد يحدث تلف للنسيج الطبيعي للغدة، مما يستلزم علاجًا هرمونيًا تعويضيًا مدى الحياة.

  • مرض السكري الكاذب: حالة تسبب العطش الشديد والتبول المتكرر، وعادة ما تكون مؤقتة. 

  • مخاطر أخرى: تشمل النزيف، العدوى (التهاب السحايا)، أو التأثير على الرؤية، وهي نادرة. 

فترة التعافي:

  • في المستشفى: يبقى المريض عادةً ليوم أو يومين تحت المراقبة، خاصة لمستويات الهرمونات. 

  • في المنزل: يُنصح المريض بتجنب الأنشطة المجهدة، عدم الانحناء أو رفع أشياء ثقيلة، وتجنب نفخ الأنف بقوة لمدة أسبوعين على الأقل. 

  • الأعراض المتوقعة: من الطبيعي الشعور بصداع خفيف واحتقان في الأنف لعدة أيام. 

  • المتابعة: المتابعة الدورية مع طبيب الغدد الصماء وجراح الأعصاب ضرورية لمراقبة مستويات الهرمونات والتأكد من عدم عودة الورم. 

نسب نجاح مشجعة

تعتمد نسبة نجاح الجراحة على عدة عوامل، أهمها حجم الورم وخبرة الفريق الجراحي. 

  • الأورام الصغيرة (Microadenomas): تتجاوز نسبة النجاح في الشفاء الهرموني 90% في كثير من الحالات. 

  • الأورام الكبيرة (Macroadenomas): تتراوح نسبة الشفاء بين 40% و 70%. 

  • تحسن الرؤية: يشعر غالبية المرضى الذين يعانون من مشاكل في الرؤية بتحسن كبير بعد تخفيف الضغط عن العصب البصري. 

  • معدل البقاء على قيد الحياة: يصل معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات بعد التشخيص إلى 97%، مما يعكس فعالية وأمان العلاجات المتاحة. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تجهيز صالون تجميل نسائي

العيش البلدي: رمز المائدة المصرية

أفضل مخدات طبية: دليل شامل لاختيار المخدة الصحية المثالية